الحمدلله والصلاة والسلام على نبيّنا وسيّدنا محمد ، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً
فإنّ هذا السحر أعاذنا الله وإياكم منه من أشدّ ما واجهته وعالجته في مسيرة علاجي للناس .
وهو نوع من السحر يعقدُ الجن عُقد سحرهم على العقل وعلى القرين فيبدأ المريض بالتوهّم في أول الإصابة بأنه يتهيأ له أن أحـداً يتكلم عليه أو أن أحدا يتبعه أو أنّ أحداً من الشرطة يراقبه مراقبة شديدة ، متوهّماً ذلك كله ، لا بل قد يُقسمُ لك على ذلك أنه يحدث له ويُكلّمك وهو بكامل قواه العقلية وهو ثابت ، ولكنّ هذه هي المرحلة الأولى التي نسميّها بداية انفعال سحر الجنون في جسد وروح ونفس هذا المريض.
ثم بعد ذلك – إن لم يُعالج بكلام الحقّ سبحانه وتعالى – ينتقل إلى مرحلة ثانية وهي ، عدم الاستقرار في البيت ، تدهور في العمل وغياب عنه ، ثم يتحوّل إلى أرق في النوم ثم إلى انعدام النوم .
يلي ذلك مرحلة ثالثة وهي التخبّط في الكلام مع الآخرين ، تدهور سريع في القوى الإدراكية ، والشرود الذهني، ثم يصل في هذه المرحلة إلى الصمت الدائم دون كلام .
ثمّ إن لم يُعالج يصل إلى المرحلة الرابعة الخطيرة جدا وهي ، عدم الاهتمام باللباس وغرفة نومه ، والانهيار الكامل أمام أي مواجهة مع أي انسان مهما كان عزيزاً عليه، ويتحوّل بعد ذلك إلى شبه انسان ، يترك البيت ، وقد يأكل من المزابل ، ويعيش في الشوارع وعند الإشارات نسأل الله السلامة والعافية.
ولقد مرّت بي حالات كثيرة مؤثرة من سحر الجنون من سادة وقامات اجتماعية وسياسة وعلمية كادت أن تنتهي حياتهم إلى وصف مجنون ، فمنّ الله الكريم العظيم عليّ بشفائهم والفضل له وحده سبحانه وتعالى.
وإنّي أوجّه نصيحة إلى الآباء والأمهات والأهالي ، أن يتقوا الله ويخافوه ، خاصة الذين إذا شاهدوا مثل هذه الأعراض في ابن أو قريب لهم سارعوا به إلى طبيب نفساني والطبيب أمام هذه الأعراض الشديدة التي يراها لا يجد إلاّ أن يودعهُ المستشفيات النفسيّة والمصحّات العقليّة ، فيصبح نزيلاً لمستشفيات الأمراض العصبية ، وصديقاً لشتى الأدوية الكيميائية المؤثرة على جسده وعقله .
وإنني بإذن الله تعالى سوف أفرد درساً قادماً لطريقة العلاج من ذلك ، والذي يجب أن يكون برعاية معالج بالقرآن الكريم وفي ذات الوقت جنباً إلى جنب طبيب نفساني تقّي يتدخّل لتخفيف أيّة أعراض قويّة من جهة خدام هذا السحر على الجسد المريض خلال العلاج بكلام الحق سبحانه وتعالى.
اللهم ربّي وربّ كل شيء ، نسألك ربنّا الإخلاص والقبول والسلامة والعافية ، والله المستعان وهو أعلم وصلى الله على سيّدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.