الحمدلله والصلاة والسلام على نبيّنا وسيّدنا محمد ، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً فقد ثبت عن النبّي ﷺ أنه رُقي له ،وأقرّها ، ورقى هو نفسه وغيره ، وأمر بالرقية ، كما أمر بطلبها ، وعلّمها وأمر بتعليمها، وأقرّها ، ورخّصَ فيها لطائفة وأذنَ لطائفة أخرى ، وكانت له رقى متنوعة لأمراض، وكان ﷺ يرقي نفسه بالإخلاص والمعوذتين أو ينفث بهم في كفيه ويمسح على جسده ما استطاع ، يبدأ برأسه ووجهه ، فلما مرض كانت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تفعل ذلك له فكانت تقرأ في يدي النبي ﷺ الشريفتين تبركاً بيديه ، قالت عائشة رضي الله عنها: “كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا” متفق عليه. وتأسياً بسنة النبي ﷺ فكل انسان قادر على رقية نفسه بالقرآن والسنة، ولكن بشروط فعند رقية النفس و رقية أهل البيت على الذي يرقي أن يحذر من حيل الشيطان وجنده في الأجساد التي متلبّس بها جنّ من الانسياق وراء استماع كلامهم وما يجرُّ ذلك من شرور عظيمة جابهناها على مدى 38 عاماً ؛ ونحن ننصح الناس والمعالجين من الحذر كل الحذر من هذه الأمور فالذي نراه وعليه عملنا في العلاج بالرقية الشرعيّة أن لا نسمح لأي أحد من جند ابليس بالحضور على جسد المريض أو على لسانه ونلتزم التزاماً تاماً بما وردَ عن النبّي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين في ذلك . ارقِ نفسك بنفسك : (۱) توضأ . ( ۲ ) قم وصلّ ركعتين الوضوء وتطلب من الكريم الرحيم الشفاء. (۳) تجلس في مصلاك وتقرأ الفاتحة وترقي نفسك بها وتقرأ آية الكرسي وتقرأ (قل هو الله أحـد )و (الفلق) و (الناس ) وتنفث في كفيك بالإخلاص والمعوذتين وتمسح جسدك كله عدا العورة تبدأ بالرأس والوجه وما يتلو ذلك من جسدك تفعل ذلك ثلاث مرات . ( ٤ ) ” أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ومن همزات الشياطين و أن يحضرون ” (رواه البخاري) ( 5 ) “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق “. (أخرجه مسلم) ( 6 ) “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم “. (أخرجه أبوداود) (۷) ضع يدك اليمنى الكف الأيمن على مكان الألم وقل بسم الله ثلات مرات ثم ” أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر” سبعاً . (أخرجه مسلم) ( ۸ ) إذا شعرت بحرارة في الجسد وقت الرقية فقل الله أكبر وقل: ” بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار ” (أخرجه الترمذي) واقرأ قوله تعالى :” بسم الله الرحمن الرحيم ( قلنا يا نار كوني بردا وسلاماً على إبراهيم ) على ماء واشربه . 9 – ” اللهم رب الناس مذهب البأس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاءً لا يغادر سقماً” (أخرجه البخاري) ونسأل الله تعالى الإخلاص والقبول والسلامة والعافية ، والله المستعان وهو أعلم وصلى الله على سيّدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.
القرآن..علاجٌ لجميع أمراضك البدنيّة والروحيّة
الحمدلله والصلاة والسلام على نبيّنا وسيّدنا محمد ، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً فإن بعضاً مـن جـهـابذة العلم الشرعي ينكرون العلاج بالقرآن والسنة ويفسرون قول الله في سورة الإسراء (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) على أن القرآن شفاء للقلوب بهدايتها ، وفي هذا قال ابن القيم رحمه الله ذاكراً نفس الآية الكريمة في كتاب زاد المعاد كتاب الطب النبوي ، “والصحيح أن ( من ) هنا لبيان الجنس لا للتبعيض وقال تعالى ( يا أيهـا الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشـفـاء لمـا في الصـدور وهدى ورحمـة للمؤمنين » آية ( 57 سورة يونس ) . فـالـقـرآن أحبتي هو الشفاء التام من جميع الأدواء القـلـبـيـة والـبدنـيـة وأدواء الدنيا والآخرة وما كل أحـد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوي بكلام الحق تعالى ،ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تـام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه .. لم يـقـاومـه الداء أبدً وكـيـف تـقـاوم الأدواء كلام رب الأرض والـسـمـاء الذي لو نزل على الجبـال لـصـدعـهـا أو على الأرض لدكها. فـمـا مـن مـرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة إلى دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه وإيمانا ويقيناً صادقاً ، وقـد تقـدم في أول الكلام على الطب بيـان إرشـاد القرآن العظيم إلى أصوله ومجامعه التي هي حفظ الصحة والحمية واستفراغ المؤذي والاستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع وأما الأدوية القلبية فإنه يذكرها مفصلّة ويذكر أسباب أدوائها وعلاجها ، قال تعالى:” أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)” سورة العنكبوت. أيها الأحبّة : فمن لا يشفهِ القرآن فلا شفاهُ الله ، ومن لم يكفهِ القرآن فلا كفاهُ الله. ونسأل الله تعالى الإخلاص والقبول والسلامة والعافية ، والله المستعان وهو أعلم وصلى الله على سيّدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.
برنامج الرقيّة العام لجميع الحالات والمرضى
الحمدلله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً فإنّ هذا هو البرنامج العام لجميع الحالات من كافة أمراض الروح والأعضاء، وهو برنامج رقيّة شرعية مُيسّرة وإنني أصفهُ لجميع المرضى وهو برنامج رقية عام وأساسي مُصاحبٌ لبرامج العلاج بعد معاينة الحالات والكشف عليها ووصف خطّة العلاج المُحددة. آيات الرقيّة الشرعية سورة الفاتحة أول 5 آيات من سورة البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها . آخر سورة البقرة آية 18-19 من سورة آل عمران “شهد الله” . آية 54-55-56 من سورة الأعراف . آية 115-116-117-118 من سورة المؤمنون . أول 10 آيات من سورة الصافات . آخر سورة الحشر من “كمثل الشيطان…..” أول سورة الجن حتى “لن نعجزه هربا” سورة الكافرون سورة الإخلاص سورة الفلق. سورة الناس. ونسأل الله تعالى الإخلاص والقبول ، والله المستعان وهو أعلم وصلى الله على سيّدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.
الكسب الحلال وترك المعاصي من أعظم أسباب الشفاء
الحمدلله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً فإنّ من أعظم الأسباب المُعينة بفضل الله وحده على الشفاء التام من جميع الأمراض الحسيّة والمعنوية هو ترك المعاصي والامتناع الفوري عنها صغرت أو كبرت وعزم النيّة الخاصة لله تعالى على التوبة النصوح وعدم العودة للذنوب ، قال العلامة السعدي رحمه الله: “فليستحِ العاصي من ربه، أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع الحالات، ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات, وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل, وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر. فليتُب إليه، وليرجع إليه في جميع أموره فإنه رءوف رحيم. فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة، وبره العميم، وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم، ألا وهي تقواه والعمل بما يحبه ويرضاه”. وإنّ من عظيم الأسباب التي لها تأثير في شفاء كثير من الحالات ، إطابة المأكل والمشرب والملبس فلا بدّ أن يكون من حلالٍ طيّب ، وفي الحديث قال النبّي ﷺ :” يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا ، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقالَ يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقالَ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك” صحيح الترمذي . فــ يا طالب الشفاء من الله تعالى أطبْ مطعمك ، تكن مُستجاب الدعوة، وأطبْ رزقك ، واجعلهُ من حلالٍ خالصْ يُسرع إليك الرحمن الرحيم بالإجابة والشفاء وهو السريع السميع القريب. والله أعلم وصلى الله على سيّدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً
حُسنُ الظنّ بالله والافتقار إليه من أعظم أسباب الشفاء
الحمدلله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً فإنّ طلب الشفاء من الله جلّ جلاله يستلزمُ من المريض حسن الظن بالله ، فلا بد وأن يحملك ذلك على العمل في طلب الشفاء بفعل الأسباب وأن الله تعالى هو القادر على الشفاء دون غيره سبحانه ، فالبعض من المرضى الذين عالجتهم تجد في قلبه غفلة عن هذا الأمر العظيم ؛ والله سبحانه قال في الحديث القُدسي على لسان نبيّه ﷺ :” يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً” رواه البخاري ، قال النووي ” قال القاضي : قيل معناه بالغفران له إذا استغفر ، والقبول إذا تاب ، والإجابة إذا دعا ، والكفاية إذا طلب ، وقيل : المراد به الرجاء وتأميل العفو وهو أصح ” . فإن ظننت بالله تعالى الخير وأنت تطلب من الله الشفاء فهو سبحانه كريم عند حسن ظنك يُنزل عليك الشفاء ، ولقد شاهدتُ حالات كثيرة أكرمها الله تعالى بالشفاء التام بكثرة التذلّل والافتقار إليه جلّ وعلا ، وحذارِ أخي المسلم أن تكون ممّن يُحسنون الظنّ بالله تعالى وهم يقيمون على المعاصي فإنّ ذلك من الهوان والله المستعان. والله أعلم وصلى الله على سيّدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً .