الحمدلله والصلاة والسلام على نبيّنا محمد ، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً
فإنّ منهج فضيلة المستشار الشيخ ماجد مطر في العلاج يقوم بشكل أصيل وأساسي على الالتزامِ أولاً وأخيراً بما وردَ في كتاب الله تعالى وبما وردَ في سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصحابته الكرام رضي الله عنهم وما وردَ عن التابعين رحمهم الله ، وهو ينطلق في هذا الباب من أنّ الرقية الشرعية من أعظم الدعوة إلى الله تعالى ، فإنّ من أعظم واجبات الرُقاة توجيه العباد لتحقيق العبودية الخالصة والتوحيد النقي من درنِ الشرك وأهله وصرف كل شيء لله ، وزرع وتعميق التعلّق بالله أولاً وآخراً وأخيراً في قلوب المرضى، فهو الذي بيده الشفاء وبيده كل شيء جلّ وعلا.
وقد حبا الله فضيلته من العلم والأبحاث على مدى 38 عاماً في الكتاب والسُنّة المُطهرّة الكرم البالغ إذ بحثَ بعمقٍ في مسائل الرقية الشرعية والجن والسحر والحسد والنفس الكثير ، فقرأ ولازم شرحاً وحفظاً تراث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وحقّق آكام المرجان في أحكام الجانّ للإمام الشبلي وكذا لقط المرجان في أحكام الجانّ للإمام السيوطي رحمه الله، وكذا لازم شرحاً وعرضاً تراث الإمام ابن القيّم الجوزية رحمه الله.
ولما أن كان كرم الله تعالى وفضله وحده ؛على فضيلته بتمام شفاء آلاف الحالات من جميع أصقاع العالم في علاجه للمرضى ، فما ذاك إلاّ بفضل الله العليم ، ثم العلم الواسع والغزير والخبرة الطويلة مع دقّة العمل التي تفضّل بها الكريم الوهاب سبحانه على فضيلته، وكذلك إخلاص النيّة لله تعالى في علاج النّاس ؛ والتوكّل المُطلق على الله سبحانه وتعالى ، واستشعار أن هذه مهمة عظيمة وهي مهمة الأنبياء والصالحين الذين يدفعون الشياطين عن بني آدم ،وفضيلته دائماً ما يستصحبُ وصيّة شيوخه في نوال فضل الله وكرمه حين أوصوه بتقوى الله تعالى والحرص كل الحرص على هداية الخلق إلى تحقيق العبودية لله ، والله جلّ وعلا يقول: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ .
ومن المبادئ الأساسية في منهجية فضيلته لعلاج النّاس هي العلاج الآمن بإذن الله ، فالشيخ لا يسمحْ أبداً بحضور أو تحضير أحد من الجنّ أو إنطاقهم على لسان المريض عند القراءة عليه كما يفعل أكثر الرُقاة والمعالجين اليوم – هداهم الله- على غير علم وبصيرة، لأنّ ذلك من الطرق المُهينة والمُشينة لجسد ابن آدم الذي كرّمه الله تعالى وهو مَظِنّةٌ لتلاعبِ الشياطين بالإنس، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ .
.
ومن منهج فضيلته الدائم معاينة المريض والقراءة عليه ثمّ وضع برنامج واضح يصفُ فيه التشخيص الصحيح للحالة ومن ثَمّ برنامج العلاج حسب كل حالة.
كما أنّ منهجيّة فضيلته تقوم بالأساس على العناية التامّة بالمريض في مرحلة التداوي ويرفض فضيلته أيّ طريقة غير علميّة تُؤدي إلى تعبِ أو إيلامِ المريض من ضربٍ وغيره ، وهذا هو منهج النبّي صلى الله عليه وسلّم وهو منهج الصحابة ومنهج التابعين والعلماء المعتبرين في هذا العلم .
ونسأل الله تعالى الإخلاص والقبول ، والله المستعان وهو أعلم وصلى الله على سيّدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.